"الإنفصال يُغذّي الإرهاب".. تصريح لقيادي في "البوليساريو" يُدعّم كلام وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة
يبدو أن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، عندما قال في كلمة له خلال اجتماع التحالف الدولي ضد داعش، والذي نُظم مؤخرا في مدينة مراكش، بأن "الإرهاب يُغذّي الانفصال"، كان مدركا لحقيقة هذا الكلام، حيث بدأت تجلياته تظهر على انفصاليي جبهة "البوليساريو"، حسبما جاء في تصريح لأحد القادة العسكريين للجبهة أمس السبت.
ويتعلق الأمر بتصريح لمحمد والي اعكيك القيادي في الجبهة الانفصالية الذي اعتبره متتبعون، أنه بمثابة تصريح "تحريضي" الذي يهدف إلى خلق "الإرهاب" في المدن المغربية الجنوبية، بتحريض الشباب للقيام بأعمال إرهابية تحت مُسمى "تحرير الوطن" من الاستعمار المغربي.
وقال اعكيك بأن الحرب بدأت وستشمل يوما بعد يوم مناطق لم تكن قد شملتها، ويتعلق الأمر بالمدن الصحراوية المغربية، كالعيون والداخلة، حيث أشار إليها بلفظ "مدننا المحتلة" التي يتواجد فيها "شعبنا والآلاف من الشبان الصحراويين مستعدين وكلهم مشحونين بالوطنية والاستعداد للقتال والحرب بكل الأساليب المتاحة في متناولهم للقيام بعمليات عسكرية وعمليات نوعية، ومع الوقت ستظهر نتائج هذه الأعمال القتالية في المناطق المحتلة"، حسب تعبير لود العكيك.
واعتبر الإعلامي المغربي الصحراوي، محمد سالم عبد الفتاح، عبر حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، أن ما صرّح به القيادي في جبهة "البوليساريو" هو "خطاب متطرف ودعوة واضحة لممارسة الارهاب"، مضيفا في ذات السياق بأن هذا الخطاب يدعم "المطالب المشروعة بحظر تنظيم البوليساريو وتجريم الترويج لها، كما ستساهم في إدراج البوليساريو ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية على المستوى الدولي".
وأشار ذات المتحدث أن "في النهاية ستصطدم دعاية البوليساريو المتطرفة بواقع الامن والاستقرار في الصحراء بفضل يقظة الأجهزة الأمنية ووحدة وتماسك المجتمع وسلميته، لكنها قد تفضي ببعض الشباب المغرر بهم للوقوع فريسة لدعاية الجبهة التحريضية لينتهي بهم المطاف مسجونين في قضايا إرهاب وبأحكام سجنية مشددة، لتسارع القيادة الى المتاجرة بمعاناتهم ضمن حربها الحقوقية المزعومة، بعد أن تسببت في مأساتهم".
ويؤكد هذا الخطاب "المتطرف" ما ذهب إليه وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، خلال اجتماع التحالف الدولي لمحاربة داعش، عندما أشار إلى ارتباط الانفصال بالإرهاب، وكيف يقف الإنفصال والانفصاليين وراء العديد من الأحداث والعمليات الإرهابية في إفريقيا، خاصة في منطقة الساحل، وهو ما يتطلب محاربة الحركات الانفصالية كجزء من القضاء على الإرهاب.
كما لفت متتبعون إلى نزوح الجبهة الانفصالية، نحو مثل هذه الخطابات، ستكون هي البداية الأساسية لدفع المجتمع الدولي إلى وضع "البوليساريو" في لائحة الجماعات أو التنظيمات الإرهابية.